الضحك قبل هذا وذاك سمة حضارية لا تعرف قيمتها الإجتماعية سوى الشعوب التي تملك رصيدا معتبرا من النضج الفكري. ,وليس عجبا إذا و جدنا أسلافنا في مختلف العصور أكثر منا بشاشة و مرحا و بسطتا في الجسم و العقل، لا تخلوا مجالسهم من المرح، لأن المرح في الكلام كالملح في الطعام...,وللعلماء والفلاسفة و الكتاب أقوال كثيرة في الضحك... وقد جاء في الحديث .. "روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إن كلت عميت" كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يداعب ويبتسم ويمزح و لا يقول إلا حقا. ,وهذا الخليفة هارون الرشيد يقول " النوادر تشحذ الأذهان و تفتق الآذان " ,وهذه نصيحة الطبيب الشهير "مارشي كيلوج": "كل نصف ما اعتدت أكله، ونم ضعف ما اعتدت أن تنام واشرب ثلاثة أضعاف ما اعتدت شربه، واضحك أربعة أضعاف ما اعتدت أن تضحك، فإن فعلت ذلك مُتّعت بأفضل عمر".,ويرى أديب العربية الكبير الجاحظ أن "الجدة مبغضة و المزاح محبة "ومن المؤكد أن الأمم المتطورة التى تعمل بنشاط حيث تفكر بهدوء و استرخاء ولم تحقق ذلك إلا بالإنشراح ... بالتفتح، بالإرتياح وشعبنا في حاجة كبيرة إلى هذا النوع من الغذاء والدواء ... ,لكن إذا كان للدواء مواعيد و مقادير كذلك للضحك أوقات و حدود... ,ونحن بهذه السلسلة "عالم الفكاهة" ندعوك للمصالحة مع نفسك و مع الزمن بالإبتسامة لهما، أليس الإبتسامة صدقة؟ ,وقد وضعنا بين يديك نماذج من فكاهات الشعوب مصنفة و مرقمة لنسهل عليك ـ أخي القارئ ـ عملية الإنتقاء و الإطلاع على الحياة الإجتماعية لمختلف الأمم .,