إن رواية «صيف بارد جدًّا» للكاتب روي ياكوبسون تحمل في طياتها مشاعر إنسانية متنوعة متضاربة، تربط بين ابن ووالدته في غياب الأب، إلى أن ظهرت فجأة في حياتهما طفلة صغيرة تحمل شنطة سفر زرقاء كبيرة وتعيش مع الأسرة باعتبارها أختًا غير شقيقة لهذا الولد، ومن هنا تبدأ الأحداث، وقد جعل ياكوبسون زاوية الرؤية في الرواية تنطلق من عين الطفلة وتفرض مقاييسها.,هذه الرواية تظهر لنا وجود تشابه بين الحياة اليومية للأسرة المصرية وأسرة من التشيك، حيث إننا نرى فيها قصة حب في إسطنبول لا تختلف كثيرًا في مشاكلها عن قصة حب في الإسكندرية، وكذلك نرى علاقة بين أم وابنها فيها الكثير من الأشياء المشتركة، سواء كانت في مصر أو في النرويج.,ولقد تميز ياكوبسون بأسلوبه السهل والمتعمق في آنٍ واحد، فهو يغوص في أعماق الشخصية ومشاعرها وأحاسيسها المضطربة، ويخرجها لنا بصورة واضحة وبريشة الفنان الموهوب لشخصيات رواياته التي غالبًا ما تكون من خلفيات اجتماعية متعددة، إلى جانب مهارته ككاتب في الربط بين تلك الشخصيات المعبرة عن المجتمع النرويجي إلى حدّ كبير.,وقد ساعد ياكوبسون في تنمية مهاراته الروائية ما راكمه من تجربة في أشغال وحرف بسيطة انغمس بها في مجتمعه النرويجي، كما تميزت روايات ياكوبسون بالأحداث المتلاحقة السريعة التي لا تشعر معها كقارئ بالملل.