ليس هذا الكتاب دراسة نقدية، بل محاولة أردت من خلالها تكوين قراءة أدبية للمادة النصية التي تألف منها الكتاب.. ولا أخفي أنني قد استعنت بكثير من الرؤى النقدية التي تساعدني على بلورة واستكمال رؤيتي لالتقاط القيم الجمالية، والخصوصيات الفنية في تحليل الأعمال القصصية والروائية المتناولة.,,لطالما شغلنى الإبداع والتميز فى الكتابات القصصية والروائية، ولا يخفى على المتابع الحيز الكبير الذي يحتله فن القص - بشكل عام - من مكانة أدبية عربية وعالمية تستحق الدراسة.. إذ تكفي نظرة عامة على مكانة القصص في التاريخ العربي عموماً، والديني والموروث الذي يمزج التاريخ بالوعظ، والسِّير بالحكم التي تستحوذ على ذهن المتلقي سماعاً وقراءة، لما تتمتع به من إثارة وسحر.,,إن الأعمال الأدبية العربية - القطرية - أيا كانت جنسيتها، رغم كل الفروقات البيئة تظل كتابات عربية تعبر عن هواجس مشتركة بين كل الكتاب والكاتبات، حيث تنتفي الهوية القطرية وتظل الهوية القومية هى الحاضرة فقط، على الرغم من تعدد طبقات المجتمع العربي وتنوع فئاته الفكرية والثقافية، بل واختلاف اللهجات من بلدٍ لآخر، إلا أن المضمون الأيديولوجي لهذه الكتابات جميعها يحمل نوعاً واحداً من الهواجس والمخاوف التي لا تتجزأ، لأنها تنقل ما يغلي في قاع التاريخ والمجتمع العربي.,,فالأعمال التي اخترت قراءتها تشترك في طرح هموم عربية، تمتد على طول خارطة الوطن العربي كله من الحروب الخارجية والصراعات الداخلية، إلى القمع السياسي والأزمات الاقتصادية إلى الرغبة والتمرد على (ثالوث التابو) المحرم "السلطة - الدين - الجنس". ,وليس هناك أكثر من الإبداع القصصي والروائي، تعبيراً عن شبكة الصراعات التي تدور رحاها في البلدان العربية على كافة المستويات.,,الأعمال التي أقدمها هنا قد تركت في نفسي أثراً عميقاً، إذ لا يمكن تجاهل التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي خلقت حالات إبداعية جديدة بعيدة وقريبة عن التراث الأدبي القديم، حيث تتجسد الفعالية في طرح رؤى وأسئلة حداثية أكثر ملاءمة لروح العصر.,