صرخ نادر بصرامة بينما كانت الأنفاس تتعالى بلهاث حاد قال بقسوة حين وجد مروان يتوقف ليلتقط بضعة أنفاس : اركض لا تتوقف,إلا أن مروان تجاهله بإرهاق فقد أصيب منذ قليل بخرطوش في قدمه بالإضافة إلى أنه لم يكن لديه القوة الجسدية التي يتمتع بها نادر ولا آســــر، يحتاج بضعة أنفاس .. يحتاج فقط لقليل من الهواء النظيف .. كانت قنابل الدخان في كل مكان .. الجو يدعو للاختناق ... للموت لم يكن يستطيع التنفس إلا أن آســـر جذبه من ذراعه ، وهو يقول بلهجه خشنة :- هيا مروان أنت تعلم أننا لا نستطيع التوقف هنا,اعتدل مروان وهو يشير لهما بالمواصلة .. كان الجميع يهرولون في كل مكان .. وقد بدأت غارة أخرى من غارات رجال الداخلية والقناصة .. المنتشرين بكل مكان ... أشار نادر لهم بصرامة ، وقد كمم فمه بمنديل أبيض ليتبعاه بصمت لمدخل عمارة ما .. كان المدخل مظلم .. ومتهدم قليلا ..لكنه كان كافيا ليختبئ به بعض الوقت .. المحزن أنهم لا يدرون ممن يختبئون تحديداً ..! من رجال الداخلية .. من البلطجية الذين انتشروا بشكل كثيف ومنظم .. من الحانقين والغاضبين والمتشككين أم من أنفســـهم ..!,