إن وطننا العزيز، الغالي المتميز بالاتساع والتنوع يزخر بتراث متعدد، وغني قلما يزخر به وطن من الاوطان, وكون الظروف التي عرفها ظل رهين جهود محددة تكاد تنحصر في تحريره أولا وقبل كل شيء، وفي إيجاد حاجات المواطن بعد ذلك، لكن هذا لم يكن مستوعبا دائما من كل الجهات سواء عن قصد أم عن غير قصد، ومع أنه الأساس في مراحل بناء مجتمعنا الأولى، فإنه لم يقنع كل الفئات والتوجهات وبخاصة الاجيال الجديدة، التي تؤرقها أسئلة عديدة تنبعث أحيانا من اعماقها وفي أخرى ملقنا إياها من جهات قد تكون بريئة، وقد لا تكون بريئة., ومن الطبيعي ان تكون هذه الأجيال محقة في تلقي الإجابات عن أسئلتها المشروعة، سواء اهتدت إليها من خلال ما تراه يحدث هنا وهناك في العالم، ام شحنت بها من أطراف جهات غالبا ما تكون بعيدة عن الطرح العلمي الموفق، وسواء – كذلك – هذه الأسئلة تهدف إلى خدمة العلم والثقافة، أم بقصد مغرض لا أقل. فإن الحضور بالمادة الأصلية النقية في الساحة في هذه الحال، يبدو واجبا وطنيا مقدسا، بغض النظر عن الجوانب الأخرى التي تحقق حضورا تاريخيا، و أدبيا، و فنيا، و فكريا، و اجتماعيا... الخ.