يؤكد الباحثون أن أدبيات علم السياسة، تكاد تخلو من الدراسات التحليلية التي تتناول التأثير المتبادل بين تدفق المعلومات السياسية والسمات الديمقراطية للنظم السياسية، والاتجاهات والسلوكيات السياسية للأفراد. لذا يمكن اعتبار هذه الدراسة محاولة متواضعة في مجالها، لعدم تيسر دراسات تتناول موضوع الديمقراطية والتحول الديمقراطي في مجتمع يخضع لاحتلال أجنبي، فضلاً عن أسباب أُخرى ربما تُرَجح اهمية هذه الدراسة وهي كما يلي: ,1- تكتسب هذه الدراسة أهميتها من أهمية الموضوع الذي تطرحه وهو، موضوع الديمقراطية التي تدعي الولايات المتحدة الأمريكية تطبيقها في العراق، واستخدمتها كأحد المبررات لاحتلاله، إذ ركزت الدراسة على إبراز التناقض بين الديمقراطية الحقيقية من جهة، وديمقراطية الاحتلال وتداعياته الخطيرة على المجتمع العراقي من جهة أخرى.,2- تكمن أهمية هذه الدراسة في تناولها لموقف الصحافة العراقية من مسألة الديمقراطية في العراق في ظل الاحتلال، والتعرف على دورها في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق، وتأثير هذا الدور على مستوى اتجاه المواطن نحو الديمقراطية، إذ تعتبر الصحافة مصدراً يتلقى منه المواطن خطابات متنوعة في السياسة ومفرداتها، لإغناء ثقافتها السياسية، والمساهمة في نشر وترسيخ ثقافة الديمقراطية في المجتمع، تمهيداً للتحول الديمقراطي الشامل.,3- تحاول الدراسة توضيح وتفسير العلاقة المشتركة والتأثير المتبادل بين كل من الصحافة، والديمقراطية.,