تميزت العشرية الأخيرة على الساحة العالمية بتوسع قاعدة المهتمين بالشأن الديني عــامة وبالفكر الإسلامي خاصة وهي ظاهرة غير مسبوقة إذ أصبحت مشغلا ملحا يحظى بأولوية في الشرق والغرب أيضا وذلك على المستويات الرسمية والأكاديمية وانعكست تجلياتها على المشهد الإعلامي والعروض الثقافية وقنوات الاتصال الحديثة . وربما يعزى ذلك إلى مدى حساسية القضايا الـدينيـة إذ تتقاطع فيــها ثنائيات : الزمني والروحي، العلمي والايديولوجي، الوضعي والمقدس . ,وقد احتدّ الجدل حول الطرح الديني عامة والجانب التشريعي منه خاصة وذلك في ظلّ تشكل المجتمعات المدنية وانتشار قيم الحداثة وبروز منظومة حقوق الإنسان في بعدها العالمي ـ دون تمييزـ وضــمن تفشي ظاهرة المعايير الدولية لتصنيف المجتمعات وما تقوم على أساسه من مرجعيات ونظم وتشريعات ...كما أصبحت مجالات التعايش بين الحضارات والثقافات والأديان موضع طرح ومساءلة ... في ظلّ هذه المتغيرات أصبح الإسلام مصدرا لإثارة التساؤلات حول ماهيته وقوانينه وخاصة مستقبله ...و قد شملت هذه التساؤلات التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية والتشريع الأسري وأحكام المواريث ... فتعددت الرؤى وتزاحمت التأويلات، فظهرت قراءات جديدة للأحوال الشخصية عامة ولأحكام المواريث في الإسلام خاصة وقد حاولت في هذه الرسالة عرض نماذج منها ونقدها .