يعد الراحل باولو فريرى أهم مرب فى النصف الثانى من القرن العشرين. كما كان ناشطاً سياسيًّا فهو أحد الثوار التقدميين الذين آمنوا بعدم الفصل بين التعليم والوعى السياسى، وبين الأخير والفعل السياسى. وفى هذا الكتاب يتأمل باولو فريرى حياته الخاصة، متدبراً العلاقة بين التربية والسياسة وبين السياسة والتربية، كاشفاً مكنون نفسه كمصلح ديمقراطى وراديكالى لا يهادن ولا يتراجع. لقد عاش فى ظل الحكم العسكرى، وفى المنفى، كما تولى موقعاً سياسيًّا باعتباره سكرتير التعليم فى مقاطعة ساو باولو، وفى موقعه هذا وضع سياسة لتعليم مئات الآلاف من التلاميذ وقام بتنفيذها. وقد عضدت كل هذه الخبرات من التزامه تجاه المستبعدين، والمستضعفين ، والمهمشين، والجائعين والأميين.