إن الوعي والإدراك والتفهم لمبادئ تعلم الكبار يعتبر أحد الفروق الأساسية والجوهرية بين التعليم والتدريب ؛ فجميع مؤسسات التعليم في المجتمع الحديث قد أنشئت أساسًا وحصريا لتعليم الصغار والشباب، ويقوم نموذج تعليم الصغار والشباب على افتراضات تتناسب مع طبيعة هذا النوع من التعليم، فالمسئولية كلها سواء فيما يتعلق بما يجب أن يتم تعليمه، أو متى يتم هذا التعليم، أو تقييم ما إذا كان التعليم قد حقق هدفه أم لا، تقع على عاتق المدرس أو الأستاذ، ولا يتحمل أو يشارك الصغير أو الشاب بأي دور في هذا الخصوص، فهم مجرد متلقين لما يلقى عليهم submissive recipients من معلومات وتوجيهات من المدرس أو الأستاذ المحاضر، حيث لا يتوافر لهم من الخبرة ما يساعدهم على أن يكونوا مصدرا من مصادر عملية التعلم.,ومع بداية ظهور برامج لتعليم وتعلم الكبار في الربع الأول من القرن الماضي، حيث أستخدم معهم نفس نموذج تعليم الصغار والشباب، مما أسفر عن العديد من المشكلات التي تتمثل في انسحاب الكثيرين من هذه البرامج حيث كان الحضور اختياريا، بالإضافة إلى ضعف الحافز لديهم، وانخفاض مستوى أدائهم.,