تركيا تلك الدولة العظيمة التي نشأت بين أضلع آسيا وأوروبا هائمة بين عباقة الماضي وأصالته وحداثة الحاضر وتطوره، كانت وما زالت اللاعب التاريخي والسياسي والاقتصادي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط ولربما بالعالم كله، فهي تلك الإمبراطورية العثمانية آخر خلافة إسلامية، وهي الدولة العلمانية التي نزعت الدين من جذورها، وهي الاقتصاد الذي لم يهزه أعتى الأعاصير المالية حديثاً. ,فمن أصولها السحيقة بالقدم حتى وصول الدولة العثمانية إلى بداية الحرب العالمية الأولى ونهاية تلك الحقبة، كانت تركيا رمزاً للأحداث المتلاحقة بالجزء الشرقي من العالم، وحتى بعد سقوط الخلافة العثمانية أضحت تركيا مثالاً للدولة الإسلامية التي نزعت عنها الثوب الديني لتلحق بركاب المجتمع الغربي ومعسكره الرأسمالي بقيادة اتاتورك.,مع تنامي الدور التركي الحالي وخاصة تحت قيادة رجب اردوغان، ازدادت الحاجة لبحث متعمق بأصول وجذور الدولة التركية وتاريخي القديم والحديث، يجمع ما بين الماضي والحاضر بأسلوب شيق وسرد مختصر وهذا هو كتابنا بين يديك عزيزي القارئ، فهو باذن الله سيكون المرجع المختصر لتاريخ تركيا وسياساتها واقتصادها وحتى حياتها العملية.