لقد شاء رب الناس سبحانه وتعالى أن يجعل أحسن أوضاعهم وقمة فوزهم وفلاحهم,ومنتهى سعادتهم في مقام العبودية له جل وعلا، وطاعته في أمره ونهيه، وهو مقام له شعب,ومراتب، ومن أخطر شعبه وأهم مراتبه التزام العباد بميزانه الذي وضعه لهم ليقوّموا به,شؤونهم، فيقدموا ما قدم، ويؤخروا ما أخر، ويبذلوا وهو ما مكنهم فيه من الجهد والمال,والوقت بحسب ذلك الميزان، واقتضى ذلك من أهل الذكر منهم أن يتدبروا كتابه العظيم,وسنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم، وسيرة الهداة المهديين من الصحابة,الكرام والسلف الصالح، ونتاج عقول الأئمة الأعلام من علماء الإسلام؛ ليعرفوا مقاصده،,ويستنبطوا معاييره وأوزانه التي يجب أن توزن بها الأمور والمصالح والمفاسد، وتُرتَّب,المقاصد العامة والخاصة بحسب مؤشراتها، وليكون التزام الناس في الممارسة عند التعارض,وإرادة الترجيح، أو عند النظر في تخصيص الإمكانات على ضوء تلك الموازين والمعايير,والأوزان، وليس البديل عن ذلك إلا التعثر في التطبيق، وتفويت المصالح الدينية والدنيوية،,ووضع الأمور في غير مواضعها التي ترضي الله عزّ وجلّ.,ومن هذا المنطلق الصائب رأينا طائفة من أهل الغيرة على الإسلام والمسلمين من العلماء,المعاصرين، وفي مقدمتهم الشيخ الإمام العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، لا يتركون,فرصة إلا ويدْعون فيها إلى ملاحظة الأولويات والتزامها في الفتوى والسياسة والاقتصاد,والتربية وفي كل مجال.