يسرد المؤلف لا أدري سر اقتناعي بأن الشخصيات هي محور الحياة، ولا أقول جديدا بأنها هي التي تغير التاريخ، فقد قال ذلك مـن قبل الكاتب والمفكر تـوماس كـارليل في كتابه "الأبطال" الذي ترجمه الأديب المترجم محمد السباعي، عم الكاتب الكبير الراحل يوسف السباعي.,,ربما يفسر ذلك عشقي لقراءة التراجم سواء كانت ذاتية أوغيرية تراجم بأقلام أصحابها وتـراجم كتبها آخـرون عن شخصيات معروفة ومشهورة. ,,الشخصية أيضا هي محور الفكر والأدب والفن. كثير من الأعمال الأدبية الخالأدة اعتمدت عـلى فن بناء الشخصية ويظهر ذلك جليا في عظم مسرحيات شكسبير، هاملت، عطيل، ماكبث، هنري الثامن.,تاجر البندقية، وأيضا في مجال السينما. الأفلام التي حازت على إعجاب الجماهير والنقاد كانت عن شخصيات تاريخية معروفة مثل كليوباترا، غاندي، عمر المختار، الناصر صلاح الدين وعلى مستوى المسلسلات.,,ارتبط الناجح منها بالمعالجة الدرامية لشخصيات مشهورة، بوابة الحلواني عن شخصية الخديوي إسماعيل، وناصر 56، السادات، أم كلثوم، الملك فاروق، هارون الرشيد، عمر.,,كـل ذلك على سبيل المثال وليس الحصر تمتزج الشخصية دائما زمان ما ومكان ما ومجموعة كبيرة من الأحداث والصراعات ومن ثم تفاعل وتنصهر مع شخصيات أخرى في الحركة والفعل والحياة، غالبا ما تحدث نقطة التحول في حياة الشخصية حين تتماثل أو تتقاطع أوتتصادم مع شخصية أخرى. ,وهذا ما حدث لعميد الأدب العربي الراحل طه حسين في لقائة مع أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد فوجد فيه ضالته وبغيته، كما حدث تحول كبير في مشوار الفنان الكبير الراحل محمد عبد الوهاب حين التقى وهو ما زال صغيرا مع أمير الشعراء أحمد شوقي. ,وقد تأثر وأثر عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد بعد لقائه بزعيم الأمة سعد زغلول وكتاب "بـانوراما العشق والكتابة" الذي أقدمه إلى القارئ العربي هو كتاب محوره الشخصيات. ,