وقفت "عائشة" في منتصف الغرفة، مرتديةً "أوفرول" البستاني المضحك الذي اشتراه لها "أورهان" في عيد ميلادها منذ ثلاثة أعوام، وشعرها القصير البُنِّي ملفوف بالبِنَسْ وكأنها نَهَضَتْ لتوِّها من السرير. على الرغم من مرور عدة دقائق على قدومها، إلا أن عينيها كانتا محتقنتين بسبب البكاء. ,فقدتُ الأمل في إدخال المسمار في فتحته؛ فتركتُه، وأخذتُ نَفَسًا عميقًا. وسألتها: ,- ها يا حبيبتي، ماذا حدث هذه المرة؟,- لا فائدة... لا يمكن التحدث مع هذا الرجل. لقد انفجر قبل أن نتكلم كلمتين معًا، ألقى بالطبق على الأرض، وكسره، وصفعت أنا الباب ومشيت. لقد فعلت الأمر الصواب، أليس كذلك؟ ,أجبتها: ,- نعم، بالتأكيد، هناك شاي على النار، اجلسي واستريحي. ,كان زوجها بلا وظيفة لما يقرب من عام، قبل أن يستدعوه إلى مكتب مديره؛ حيث كان يعمل مُدَرِّسًا خصوصيًّا للرياضيات. ,