ثمة ما يمكن تسميته بالنماذج الفيزيائية ونقصد تلكم النماذج المرتبطة بالواقع الحسي دون أن تغادر التجريد العقلي. ونذكر عادة على هذا الصعيد نموذج الذرة عند الفيزيائي بور (Bohr) المعروف جدا. بيد أن رقعة الواقع الحسي قد وسعت اليوم لتشمل العلوم الاقتصادية والفلاحية والسياسية والاجتماعية الخ... دون إلغاء المعنى الأصلي الذي وجدناه عند Bohr. ومن جهة أخرى فقد طرأت تغييرات على معنى التجربة وذلك تحت تأثير تيارات فكرية معاصرة (النسقيون مثلا) وطبعا لا يمكن لنا ذكر الأمثلة المتاحة على هذا الصعيد لذلك سنكتفي بمثالين تمثيليين وهما: ,أ) لوغاي في (التجربة والنموذج) حيث نجد توسيعا للواقع ومعنى معاصرا للتجربة. هذا والكتاب المشار إليه متداول عند الطلبة ويمثل أحد مصادرهم . ,ب) اتكنز (النماذج ذات الخانات المتعددة بالنسبة إلى الأنساق البيولوجية) حيث أوجز النمذجة التقسيمية ( compartimentale) وابرز أسسها، ونجد في هذا المؤلف المفهوم الكلاسيكي للتجربة على طريقة بور تقريبا، هذا ولا شك أن لهذه التوعية من النمذجة أتباع في مجالات كثيرة مثل الصيدلة والطب والبيولوجيا بصفة عامة وهي تهم أيضا من يميل إلى التقاليد في الفيزياء .