المورسكيون ومحاكم التفتيش في الأندلس

ebook

By عبد الله حمادي

cover image of المورسكيون ومحاكم التفتيش في الأندلس

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

لقد أجمع العديد من المؤرخين، ودارسي علم الاجتماع والأجناس على أن الأقلية المورسكية التي بقيت على أرض شبه جزيرة إيبيريا (اسبانيا) بعد تسليم غرناطة عام 1492م، كانت تشكل شريحة بشرية غير متجانسة مع الإطار العام الذي كان يُسمّى آنذاك باسبانيا المسيحية؛ ولقد طفح عدم التجانس هذا في ظهور أقلية المورسكيين بمظاهر حياتية تتناقض والإطار الاجتماعي الشامل فشكلت بداخله ما يشبه البُحيرة التي تنغلق على أسرارها وتتفاعل عناصرها فيمابينها مستمدة منها حيويتها بفضل تعاضد أفرادها فبرزت خصائصها ناطقة بمراسيم دينية إسلامية، وعلاقات اجتماعية تُمارس بلسان عربي بالإضافة إلى انتماء إلى مخزون حضاري لم يعد لوجوده في الواقع أي إطار يمثله؛ إلاّ أن هذه الأقلية المورسكية أصرّت وتُصِر برغم ما يحيط بها من وسائل التضييق والعنف على التمسك بهذه الوشائج الحضارية التي لم تعد تستمد قوتها وفاعليتها من إطار عام وشامل؛ بل صارت تعتمد على مخاض داخلي يتشبث في معظمه بوشائج لا شُعورية ممثّلة في انتماء لماض مضى وتقلّص من بساط الواقع، وترك ما ترك من بين فضلاته هذه الأقلية تُواجه مصيرا كُتب عليه الصراع من أجل البقاء أو الاضمحلال.

المورسكيون ومحاكم التفتيش في الأندلس