للجريمة نطاق مكاني، وهو ما يعرف بجغرافيا الجريمة والذي نشأ تحت مظلة علم الإجرام الكارتوجرافي Cartographic Criminology والذي أدى تطوره إلى ظهور مجموعة من الدراسات الإيكولوجية للجرائم Ecological Studies of Crimes، والتي تبلورت ضمن إطارها العام عدة اتجاهات متميزة بمعالجة الجريمة مكانيًا، ومن هذه الاتجاهات المتميزة: الاتجاه الذي يتعامل مع الجريمة في المحيط الحضري من مدخل مكاني تحليلي، ويعود ذلك إلى أن السلوك البشري في بعض جوانبه ما هو إلا نتاج أو محصلة للتفاعل بين الإنسان وبيئته، وأن الجريمة ما هي إلا وجه من وجوه العلاقة المكانية بين الأفراد وبيئتهم. ,المستندات – كآثار- في مسرح الجريمة تحتاج إلى جمعها من مكان أو من عدة أماكن - لارتباطها مع بعضها - لضرورة توزيعها أو لضرورة ترويجها. ويحتاج جمع المستندات كأدلة وضعها في أغلفة أو حاويات حسب نوع المستند.,المضبوط أو مادة الأثر، وذلك حتى يتم المحـافظة عليها - كما هي - على هيئتها لتحريزها وإبعادها عن التلف أو الإتلاف، والفساد أو الإفساد إن امتدت إليها يد عابثة أثناء جمع المستندات أو بعد جمعها، يتطلب الأمر معالجة هذه المستندات تمهيدًا لجعلها متماسكة، أو مقروءة استعدادًا لمرحلة الفحص الفني للتدليل بها، فقد تكون المستندات المتواجدة في مسرح الجريمة أو الحادث ممزقة، وقد تكون محترقة، وقد تكون مبتلة، وقد تكون خافية أو غير مرئية، وقد تكون رقمية مائعة. فالخبير الفاحص – خاصة مع التقدم في نوعية أجهزة الفحص – يستطيع أن يصل للدليل العلمي بعد إجراء البحوث وإجراء عملية المضاهاة.,