شكلت أحداث 11 سبتمبر تحولا في تصور المثقف لذاته. لم تزعزع الانفجارات الحجارة فحسب، بل وأيضا فجرت مخزون النفس النقدي الذي كاد ينطفىء بعد انهيار جدار برلين. هذا هو الإطار الذي يتنزل فيه كتاب هندة العرفاوي حول المثقفين العرب وأحداث سبتمبر 2001 وبخاصة المقيمين منهم بالغرب، والموضوع في حد ذاته طريف لخصوصية موقع هؤلاء المثقفين الذين يعيشون في الغرب ويفكرون كعرب، أجسادهم هناك وعقولهم هنا.,وفي هذا الحيز بين الأنا والآخر تأتي أهمية الموضوع. فأحداث 11 سبتمبر أحدثت نوعا جديدا من التلاقح بين الأفكار واهتماما جديدا بالآخر وتبرز في هذا الجانب وسطية المواقف التي اتخذها المثقفون العرب.