يقول الكاتب أصبح جليا - بعد تعاقب العقود - الاهتمام الزائد بالخطاب الروائي (نقدا، وبحثا، وإبداعا)، في المغرب، وقد اتسعت دائرة الدراسة الروائية كثيرا عما كانت عليه في مرحلة السبعينيات وما قبلها. ,وقد تغيرت دراسة الموضوعات الرئيسية، والموضوعاتية والتاريخية والوصفية التي تشرح النصوص الروائية وتفسرها، وتعلل شروط وجودها وانتشارها. ,,وقد استعمل الدارسون وقتها مناهج علمية حفلت بها المرحلة كالدراسة التكاملية، المتكاملة، المتعمدة على تعدد المناهج. ,وقد تحكمت الرؤية الأيديولوجية كثيرا في الأبحاث والتحاليل النقدية، واعتمد كثيرا على مفهوم (الانعكاس)، وعلى مفهوم (الوظيفة الاجتماعية للأدب)، وعلى مفهوم (الصراع الطبقي)، وعلى مفهوم (البنية والوعي)، ولم تفلح مناهج علمية أخرى في اختراق هذا الساحة، إلا مع مرور حوالي عقد ونيف على الجامعة المغربية، وتطوير وتثوير الساحة الثقافية في الخارج، أي خارج الحرم الجامعي، وقد امتد تأثير هؤلاء (الأبطال) بعد أن تكوّن عدد من الطلبة الباحثين على أيديهم، وأضافوا أيضا لضخ الدماء الجديدة في الساحة الثقافية، في مختلف مرافق التعليم وأسلاكه، وعلى صفحات الصحف اليومية من خلال ملاحقها الثقافية، وعلى صفحات المجلات، ويضاف إلى ذلك الدور الريادي الذي لعبه اتحاد كتاب المغرب، على أيدي الأبطال أنفسهم والرواد الذين ترأسوا مكاتبه على التوالي. ,,وقد أدى ذلك إلى توسع دائرة الاهتمام النقدي، ليساهم في إثراء الساحة الأدبية والثقافية العربية والمغربية، وأصبحت مكانة النقد المغربي هامة جدا، كما أصبح بعض النقاد والأساتذة الباحثين وطلبتهم في أول قائمة النقاد المجددين على غرار الأساتذة المغربة في الفكر. وقد ظهرت بعض دور النشر التي تسعى جاهدة إلى جعل الدار البيضاء أو الرباط عاصمة ثقافية، ومنارة للعلم الأدبي والفكري. وقد استفاد الأدب العربي كثيرا من هذه الحركة النشيطة. ,