: هذا كتاب القلائد العنبرية على المنظومة البيقونية، تأليف الفاضل الزكي، العالم المدرس، الشيخ الفاضل السّيد عثمان ابن المكي التوزري الزبيدي، أحد أعيان المدرسين بجامع الزيتونة الأعظم.,ولا يتميّز هذا الشرح - كما وصفه الشيخ التوزري - بلطف مبانيه وسهولة معانيه فقط، بل هو يتجاوز ذلك إلى دقّة النظر في حدود المصطلح، ومعرفة صاحبه بأقوال أهل الفنّ فيه، سابقهم ولاحقهم، مع حسن جمع لعباراتهم، وعمق فهم لمعاني اختياراتهم، ممّا يلاحظه القارئ في طيّات تعليقنا على متن الكتاب.,وإذا كان الشيخ - رحمه الله تعالى- قد ذكر في مقدّمة كتابه أنّه لخّص جلّ مادته من شرح الزّرقاني على المنظومة البيقونية، ومن مقدّمة القسطلاني مع نيل الأماني في توضيحها للشّيخ عبد الهادي الأبياري، فلا يعني ذلك أنّه نقل نقلا صرفا، أو هو جمع عبارات الشروح جمعا محضا، وإنّما هو استوعب المعاني، وأحاط بقواعد الاصطلاح، وأدرك اختلاف أهله، وصاغ ذلك في عبارة سهلة ولغة متينة، ومَن تتبّع المتن جيّدا علم أنّ النّقل من عبارات متقدّميه كان قليلا، وأنّ إحاطته بمسائل علم الحديث تدلّ على تمكّن وسعة اطّلاع.