يحاول المؤلف في هذا الكتاب أن يقترح تعريفًا للقبيلة، وكذلك للعرق أو الإثنية، وأن يبين الفرق الجذري الموجود بين طائفة ومجتمع، وكذلك تقديم بعض الأسئلة عن القبائل حتى يبين تنوعها، وأن يضع هذا التنوع في احتمالات تاريخية بعيدة المدى، ثم يتناول مسألة علاقات القبائل بمختلف أشكال الدولة، وأخيرًا ختم بذكر مشكلة لا يزال من الصعب إيضاحها، وهي ليست سوى العلاقة بين القبيلة والمدينة.,وبمواجهة الواقعة القَبَليّة، يجدُ الأنثروبولوجيون وسواهم من الاختصاصيين في العلوم الاجتماعية أنفسهم -مجددًا- منقسمين عندما يتعين عليهم تأويل هذه الظاهرة السوسيولوجية وأهميّتها التاريخية. فاعتبر أغلبُهم أن المفتاح لفهم اشتغال المجتمعات القبلية ربّما كان يقوم -إلى حد كبير- على لعبة علاقات القُربى المتسلسلة، وكذلك على علاقات المصاهرة أو التحالف. وعليه، ربَما كان «أساس» هذه المجتمعات القرابة، أو بحسب عبارة ابتكرتها الأنثروبولوجيا الأنجلو-أمريكية(kin-based societies) .,ففي هذا الكتاب سوف نرى أن المواربات التي تستند إلى التاريخ والأنثروبولوجيا لن تبعدنا عن الحاضر، بل تجعلنا نكتنه طبيعته وكثافته بكيفيّة أفضل.