قد يشعر كل واحد منا فى وقت ما بالغيرة شعورًا خفيفًا أو حادًّا. وهناك بعض الناس يتعرضون لهذا الشعور أكثر من غيرهم. وهو شعور مؤلم ينتج من خيبة الشخص فى الحصول على أمر محبوب، كشخص أو مركز أو قوة أو مال، ونجاح شخص آخر فى الحصول عليه.,والغيرة حالة انفعالية تجتاح الكبير والصغير، تظهر فى حالات الفشل أو الغضب أو غير ذلك، تجتاح الإنسان فينقلب معها إلى نار متأججة تأكل الأخضر واليابس، وتسود معها الدنيا فى وجهه فلا يرى إلا ما ينقصه، ولا ينظر إلى ما يميزه عن غيره.,وهى ظاهرة ليست خاصة بالكبار فقط، بل امتدت إلى عالم الصغار تدمر معها كل ملذات الطفولة، وأفراح الصداقة.,والغيرة هى العامل المشترك فى الكثير من المشكلات النفسية عند الأطفال ويقصد بذلك الغيرة المرضية التى تكون مدمرة للطفل والتى قد تكون سببًا فى إحباطه وتعرضه للكثير من المشكلات النفسية.,والغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب... ويجب أن تقبلها الأسرة كحقيقة واقعة ولا تسمح فى نفس الوقت بنموها... فالقليل من الغيرة يفيد الإنسان، فهى حافز على التفوق، ولكن الكثير منها يفسد الحياة، ويصيب الشخصية بضرر بالغ.,وما السلوك العدائى والأنانية والارتباك والانزواء إلا أثرًا من آثار الغيرة على سلوك الأطفال. ولا يخلو تصرف طفل من إظهار الغيرة بين الحين والحين... وهذا لا يسبب إشكالًا إذا فهمنا الموقف وعالجناه علاجًا سليمًا.,