يعد المؤتمر الدولي الأول في عام 1919 لمناهضة العنف ضد المرأة بداية الجهد الدولي، وذلك أعقاب حادثة أليمة كانت جميع ضحاياها من النساء، حينما شب حريق مدمر في أحد المصانع الأمريكية في مدينة نيويورك من العام ذاته، تجاوز عدد ضحاياه المائة وخمسون كانت جميعها من الفتيات العاملات، كشفت أسباب وملابسات الحادثة عن بؤس وفقر هؤلاء العاملات.,توالت بعد ذلك النصوص القانونية الواردة في الإعلانات والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي عنيت بمكافحة العنف ضد المرأة من الاعتداءات الجسدية والجنسية.,ويعد ميثاق الأمم المتحدة وكذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هما أول وثيقتين أشارا في عبارات محددة إلى تساوى الرجال والنساء في الحقوق.,لقد اعترف المجتمع الدولي بأن العنف الجنسي ضد المرأة يمثل انتهاكاً لحقوقها وحرياتها الأساسية، كما انه يمثل انتهاكاً للحقوق الإنجابية للمرأة، خاصة حقها في السلامة الجسدية.,فجاءت الكثير من المعاهدات والمواثيق والإعلانات الدولية لمكافحة العنف الجنسي ضد المرأة، بل أن ميثاق المحكمة الجنائية الدولية، وللمرة الأولي تضمن بأن الاغتصاب والعبودية الجنسية والدعارة القسرية والحمل الإجباري والتعقيم القسري وغيرها من أشكال العنف تمثل كلها جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب إذا توافرت شروط معينة سيتم طرحها لاحقاً.,وسبق ذلك القانون الدولي الإنساني من خلال اتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكولين الملحقين بهما.,تجدر الإشارة إلى أن الإسلام هو أول نظام عرفته البشرية أعطى للمرأة حقوقها ومكانتها السامية في المجتمع وكافح كافة صور العنف الجنسي ضد المرأة. ,فلم يكن للمرأة قبل الإسلام أية حقوق، وكان أغلب الرجال إذا ولدت له امرأته أنثي يصاب بالغم ويتوارى عن الناس، بل وكان يقاطع الدار التي بها زوجته,