هل حقاً نعيش عصر الكوميديا؟! وهل هذا هو بالفعل عصر المضحكين الجدد كما يطلقون عليه؟ ولماذا اختير هذا العصر ليطلق عليه هذه التسمية؟ وهل استحق بالفعل نجوم اليوم أن يطلق عليهم لقب "المضحكون"؟,,كلها أسئلة تراودنا.. ونحن نشاهد أعمال الجيل الجديد من المضحكين، خاصة أن أعمالهم سرعان ما تتبخر بمجرد مشاهدة العمل.. على عكس ما نشعر به حين نشاهد أحد أعمال نجوم العصر الذهبي للكوميديا الذين استحقوا بالفعل أن يطلق عليهم "المضحكون"، طالما أنهم قادرون على انتزاع ضحكاتنا، رغم مرور أكثر من نصف قرن على أعمالهم، ولكننا حين نشاهدها نضحك، رغم أنه من الممكن أن نكون نشاهد أعمالهم للمرة المائة.,هذه المقارنة البسيطة تجعلنا نتساءل عن سبب ضآلة المضحكين الجدد – مقارنة بمن سبقوهم – رغم أن كافة الإمكانات متاحة لهم لإنتاج أعمال بتكلفة تصل إلى الملايين، في نفس الوقت الذي أنتج نجوم العصر الذهبي أفلامهم ببضع عشرات من الجنيهات، وكانوا يعيشون شظف العيش ووهبوا حياتهم من أجل الفن، دون البحث عن المقابل، فقد عاشوا يوماً بيوم، ولم يشغلهم ما يجمعونه من أموال لحمايتهم في المستقبل، بقدر ما اهتموا بالأعمال التي قدموها، أما السؤال الأهم لماذا عاش نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين وعلى الكسار حتى الآن؟,ولماذا نبتسم لمجرد ذكر اسم ماري منيب وزينات صدقي أو عبد السلام النابلسي وحسن فايق؟,الإجابة لن تكون سهلة، إلا أن الحقيقة الوحيدة التي يمكن أن تفسر خلود تلك الأسماء إنما هي الدموع والآلام، لأن الإنسان الذي لا يعرف معني الحزن، لا يعرف كيف يضحكك حتى ينجح في إضحاك الآخرين، فالمعاناة سر بريق هؤلاء المضحكين، ودموعهم هي بذور الإبداع الذي نثروه.. حتى استطاعوا أن يخلدوا أسماءهم في دفتر الإبداع العربي الإنسانى، ففي حياة كل فنان من هؤلاء قصة معاناة وألم خلقت هذا الفنان، وميزته عن أقرانه، لهذا كان الصدق هو مفتاحة للدخول إلى قلوب الجماهير قبل عقولهم. ,