... في نهاية الرّدهة الطّويلة في الدّور السّفلي، فتحت الباب في هدوء، وتسلّلت وعلى أطراف أصابعها فتحت أحد أدراج مكتبه السّفلي ووضعت كنزها، وأغلقتْ الباب، وعادت أدراجها... نامت، ولم تأتها أيّ من الأفكار أو الرُّؤى الغريبة... يرفض عقلها تلك الأساطير، وجدتْ نفسها مدفوعةً بدافع خفيّ للقراءة والاستماع عنها، سمعت وجادتْ قريحة كلّ مَن يحدِّثها عن حقيقة اللعنة والخوف منها، وماذا حدث لمن عبثوا بمقابر الفراعنة؟ وماذا حدث للورد "كارنافون" و"كارتر" بعدما عثرا على كنوز الفرعون "توت عنخ آمون"؟ وسألت واستمعتْ، وأخذتها رجفة، واستعادت ثقتها بنفسها من جديد، ولكنَّها لم تفصح لأحد عن هديتها... وجدتْ بغيتها ومرادها في "الشَّاطر" النُّوبي الطَّاهي في فندق العاملين، وتقرَّبت إليه... استطاعت أنْ تسحبه من صمته شبه الدَّائم، فقصّ عليها من خزائن الأسرار في واديي "السِّلْسلة" و"كوم أمبو" وبعض المناطق القريبة... بذكاء جعلته يقصّ أكثر عن معبد "كوم أمبو" والحجرات الملكيَّة التي عثر عليها الأهالي، والقطط الذَّهبيَّة أو "البس" الذَّهبيّ كما يسمُّونه... يحاول الرَّجل التَّخلُّص، ولكنَّها تحاصره بوداعة طفوليَّة محبَّبة للرَّجل العجوز، ومن بين أقاصيصه كثير ألقتْ به في سلَّة المهملات، ولكن عندما بدأ يسرد عن تميمة "الجعران الذَّهبيّ"