تُعتبر وسائلُ الإعلامِ سلاحاً ذا حدين، فقد تكون وسيلةً نافعةً من وسائل الثقافة والعلم والسمو بالخلق والمعرفة والأفكار، فتقدم أكبرَ النفعِ للفرد والجماعة، ومن ناحية أخرى فإنها إذا ما أُهملت أو أُسيء استخدامها ولم تُوجه توجيهاً صحيحاً بإشرافٍ مركز وواعٍ تصبح سلاحاً هدَّاماً يعرقل التنشئة الاجتماعية السوية ويساعد على الانحلال والانحراف.,فوسائل الإعلام وخاصة المرئيةَ منها قد يكون لها أثرٌ بالغٌ في انتشار السلوكيات المنحرفة في المجتمع من خلال التأثير المباشر على سلوكيات الأفراد باهتمامها بنشر أخبار الجريمة وعرض الأفلام والمسلسلات بشكل مشوق، وخاصة فيما يتعلق بالجرائم والانحرافات الخلقية.,ويشير الكثير من الدراسات الإعلامية إلى أن العالم لم يشهد انتشاراً مكثفاً لوسيلة إعلامية مثلما تحقق لأنظمة الاتصالات الفضائية، خاصة قنواتِ البث المباشر التي استطاعت في فترة قصيرة أن تغزُوَ الأسواق وأن تتبوأَ مركزاً متميزاً بين مثيلاتها من وسائل الاتصال الجماهيرية، وعلى الرغم من تشابه هذه الوسيلة في كثير من خصائصها مع الوسائل الأخرى إلا أنها أتت بخواصٍ انفردت بها، من أهمها: الحرية الكاملة في تقديم المضامين المختلفة بما تحمله من إثارة وجرأة قد تصل إلى حد الإباحية من قبل بعض القنوات، وتعتبر هذه الخواص أحد أهم أسباب انتشار شعبيةِ هذه القنوات في مختلف أنحاء العالم ,وقد اتضح من واقع دراساتٍ عديدةٍ لاتحاد إذاعات الدول العربية حول مضامين ما تقدمه الفضائيات العربية أن معظم المضامين الأجنبية التي ُتبث عبر الفضائيات العربية تقدمُ العنفَ والإدمانَ على المخدرات والممارسات الإباحية وإعلاء القيم المادية بشكل أساسي مما يؤثر سلباً على المشاهدين وخاصةً فئةَ المراهقين.,