يعمل هذا الكتابُ الموسومُ بـ ((التشكيل الجماليّ للخطاب الأدبيّ الكرديّ/الهوية والمتخيّل)) على فحص الخطاب الأدبيّ الكرديّ (الشعريّ والقصصيّ) اعتماداً على تجلّيات فكرة الهُويّة، بوصفها الميهمنَ الأولَ والأبرزَ على إبداع الأقلّيات التي تعيش في ظلّ مجتمع الأكثريات، إذ يكون الدفاعُ عن الهوية من أول الأولويات سواءً على صعيد طريقة الحياة أم على صعيد الإبداع بمختلف صنوفه، والإبداع الكتابيّ التعبيريّ منه على نحو خاصّ، لذا يمكن القول إنّ علاقة الهوية بالمتخيّل في هذا السياق هي علاقةٌ ذات طابع إشكاليّ، لأنّ الهمّ الإبداعيّ المتعلّق بالهوية عند الأديب الكرديّ يتّصل اتصالاً وثيقاً بالدفاع عن الوجود والحياة، حين يعاين وجوده وحياته بوصفها قيمةً مهددةً بقوّة على صعيد المصير., قد لا تكون هذه القضيةُ واضحةً تمام الوضوح في فضاء الخطاب الإبداعيّ، لكنّ التوغلَ في مسارات متخيّل الخطاب وجيوبه وطبقاته وظلاله على مستوى التركيب واللغة والدلالة والإيحاء والإيقاع والرمز وغيرها، يمكن أن تحيلَ على الكثير من متطلّبات هذه الرؤية وحيثياتها وتفسّر الكثير من تجلياتها وممكناتها وآفاقها، على الرغم من أنّ حساسية الهوية تكاد تكون واضحة تماماً في الموضوع (الشعري والسردي) وفي اللغة والدلالة وكلّ عناصر التشكيل الأدبيّ في هذا الخطاب.