انطلق الكتاب في دراسة البُنى الفنية في شعر مجد الدين النُشَّابيّ ليكشف عن الدلالات الإيحائية التي اكتنزتها قصائده وما يقف وراءها من فنية وإبداع، فأسهمت الدراسة في رسم ملامح شخصية الشاعر الفنية وفتحت الآفاق أمامنا لسبر اغوار قصائده بغية الوقوف على أبعاده الدلالية وفتح المجال امام الباحثين لدراسة جوانب أخرى من نتّاجه الشعري، والدراسةُ تكشفُ قدراته الفنية في تشكيل إبداعه، وتكشف عن أهم مميزاتها الجمالية والفنية، وتعرّفت على المميزات النصية التي تجعل من النص الشعري نصاً ثرياً بالدلالات والرؤى، ولمّا رأينا أن معطيات الشاعر توحي لنا بكثرة التراكيب البلاغية وكل معطياته قائمة عليها، ارتأينا أن تكون جُلُّ الدراسة قائمة على هذا الأساس.,إنّ النصوص المنتقاة هي أكثر النصوص ايحاءً وفنية، لأن لغتها تضمنت عدولاً على مستوى النص في اللغة والتركيب والإيقاع والصورة والدلالة على عكس اللغة العادية التي هي لغة مباشرة لا تمتلك الوسائل والإمكانات التي تمتلكها اللغة الفنية، فانطلقت قراءتنا من بنية اللغة ذاتها ومن نصوص مباشرة لنتوصل من خلالها إلى إدراك جماليات شعره الفنية، وحاولنا الجمع بين مواقف اللغويين والبلاغيين والأدباء لنخرج بمنهج يكاد يكون شاملاً لجميع الجوانب الفنية المبثوثة في شعره، فحاولنا الكشف عن البنيات الجمالية الفنية للتراكيب المستعملة والأساليب المستخدمة وجوانب الإيقاع الموظفة والصورة الشعرية المشكّلة، بوصفها بنيات غير محايدة، فهي لم تكن اشارات لغوية بلاغية اعتباطية أو مجرد ايقاع موظف أو صورة مرسومة، بل هي بنيات فنية جمالية تحمل رسائل إيحائية عدّة، ولها ارتباط مباشر مع الدلالة، وكل جانب من جوانب الدراسة في بنيته من اللفظ إلى الأساليب إلى التراكيب والى الإيقاع والصورة في عملية الاستبدال والتوزيع وفي مفهوم الانزياح عن معيار النحو كان يتهيأ لجمالية خاصة وفريدة.