الإشراف التربوي واتجاهاته المعاصرة

ebook

By طارق عبد أحمد الدليمي

cover image of الإشراف التربوي واتجاهاته المعاصرة

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

لقد عرف الإنسان العلم منذ أن خلق الله البشرية، وتطور مع تطوره، وهو من الأمور المهمة التي به تتقدم وتتطور الدول والشعوب، ولا توجد حضارة أو تاريخ على مر العصور من دونها، ولا يمكن أن يحصل أي تطور إلا بتراكم العلم والخبرات بين بني البشر، فهو الطريق الوحيد لمعرفة الحقيقة والوصول إليها، ويختلف باختلاف المجال الذي يريد الفرد أن يتعلمه للوصول إلى الغايات المطلوبة. ,وتعد التربية أساسا علمياً واجتماعياً وإنسانيا لدى كل عصر وجيل، ولهذا اهتم بها الفلاسفة والمصلحون على مرِّ الحقب الزمنية، فتباينت آراؤهم، واختلفت وجهات نظرهم بحكم تصادم تفسيرهم لحقائق الكون والوجود وجوهر تكوينهما، ورؤيتهم في البحث واستقراء الفلسفات القديمة والمعاصرة في هذا الميدان.,وصارت التربية والتعليم متلازمان زماناً ومكاناً، فرجال الفلسفة هم أنفسهم رجال التربية، والذين بدءوا بالفلسفة وانتهوا إلى مجال التربية، والعكس صحيح، ومنهم سقراط وأفلاطون والإمام الغزالي وابن سينا وابن خلدون، وغيرهم. ويعود السبب في هذا إلى التربية التي أصبحت الوسيلة الفعّالة لنقل الفلسفة من النظرية إلى التطبيق العملي. ,لقد أصبحت العملية التعليمية والتربوية اليوم من العمليات المعقدة، التي تتطلب جهدا كبيرا، لأن غايتها وهدفها الأساسي هو الإنسان. وأن تنمية قدراته ومهاراته تعتبر عاملا مهما في تطوير الحضارة الإنسانية، ومن هنا فإن عملية التربية والتعليم الناجحة ينبغي أن تهتم بالفرد والمجتمع، وبما يتناسب مع أهدافه وتطلعاته.,ولغرض تحقيق تربية وتعليم فعّال صار لزاما على القائمين عليها الاهتمام بجانب حيوي له صلة وثيقة بهما هو: الإشراف التربوي، والذي هو ضرورة لازمة لتحسينهما، فعن طريق المشرف التربوي يتم تقديم الأساليب الجديدة لتنمية المجالات المعرفية والمهارية لدى المعلم عند قيامه بالتعليم، بالإضافة إلى تقديمه المساعدة لكل العاملين في الإدارة المدرسية والبيئة الاجتماعية المحيطة بها. ولا يستطيع المهتمين بالإشراف التربوي بناء ذوات فعالة تتشكل منها شخصياتهم الإشرافية إلا إذا قاموا بممارسة المهارات والتأمل في تطويرها، وفي هذا مطلوب منهم، تعلم الأساليب الإشرافية التي محورها المعلم، وإتاحة الفرصة لهم لممارسة المهارات وتجريب المنظورات كما تعرض عليهم.

الإشراف التربوي واتجاهاته المعاصرة