فى ظل التطور السريع المتنامى فى وسائل الإعلام وفى عصر اتَّسمَ بأنه عصر السرعة، كان على كل من القائمين على هيئات الإذاعة والمنظرين لها ولتاريخها ومظاهر تطورها أن يلاحقوا هذا التطور بكل الوسائل وشتى الطرق.,ومن ثمَّ انبرى عدد من الأساتذة الأكاديميين الأجلاء بعملية تأصيل لمؤسسة من أخطر المؤسسات وهى الإذاعة؛ فقد تناولوها بالدراسة من نواحٍ عدة هى: النشأة بوصفها خلفية تاريخية؛ كيف بدأت، وكيف تطورت، وكيف كانت وسيلة اتصالٍ لها دورها فى تنمية الجماهير..,وكذلك تناولوها من ناحية التطور الإلكترونى، وإدخال النظم الحديثة عليها وكيفية تطوير برامجها وتقديم خدماتها، رغبةً فى بناء هيكل إذاعى له دوره القيادى فى المجتمع، كما تناولت بعض الدراسات دور الجمهور نفسه بوصفه عاملاً فاعلاً ومُتلقيًا، وأثر برامج الإذاعة فى تنامى مفهومه تجاه القضايا المحلية والدولية.. إلخ..,ومن الدراسات التى تناولت الإذاعة بالدراسة العلمية الدقيقة كتاب الإذاعة فى القرن الحادى والعشرين، فقد ناقش هذا الكتاب قضايا مستقبل الإذاعة فى عصر البث الفضائى، وكان قد تناول الإذاعة ونشأتها من قبل، وكذلك ناقش أهمية دور الإذاعة بوصفها إحدى وسائل الاتصال الفريدة التى تكتسب أهمية متزايدة؛ نظرًا لسرعة تكيفها مع أوضاع الاتصال الحديثة، وتكيف الجمهور مع ما تقدمه من قضايا.. كما ناقش قضايا الدراما الإذاعية، ومدى تأثيرها فى عملية التعليم والإقناع فى دولٍ عديدةٍ عند استخدام نوعيات الدراما التى تكتسب شعبية عريقة، ولعل ذلك يتمثل فى قضية من أهم القضايا أَلاَ وهى قضية تنظيم الأسرة، حيث كانت من القضايا الجدلية التى استهدفت مستمعًا لا يعرف جوانب الموضوع. فبرزت الإذاعة تقدم له رؤية شاملة من خلال برامجها وكيفية مناقشة قضاياها.,