إن مقومات الجريدة الناجحة والمؤثرة هي الإخراج الجيد للمضمون الجيد، فمهما كان الشكل جيدًا، ولم يرتقِ المضمون إلى مستواه، فكأنك ترسم على الماء، أو تبنى قصورًا من رمال.,ولأهمية دور سكرتير التحرير الفني الصحفي، سواء للجريدة أم للقارئ، وتأكيدًا على دور فن الإخراج الصحفي في إعطاء الجريدة شخصيتها المتميزة، وجعلها قادرة على المنافسة في ظل هذا التطور المذهل والهائل لوسائل الإعلام الجماهيرية في عصر الإعلام الرقمي، وجذب القارئ إليها يأتي هذا الكتاب، الذي يدور حول الإخراج الصحفي وفرسانه، في عصر الإعلام الرقمي.,ويجمع الكتاب بين الناحيتين النظرية والتطبيقية في آنٍ واحد، فإذا كانت النظريات مطلوبة لتكوين خلفية معرفية للدارسين، فإن الناحية العملية مطلوبة وبشدة؛ للربط بين الدراسات النظرية والواقع العملي، وتخريج سكرتير تحرير فني مزود بالمعرفة العلمية والجوانب الفنية، فالإخراج الصحفي علم وفن، ولا بد أن يكون ذلك في إطار مواكبة التطور التكنولوجي في دنيا الإعلام.,من هنا يأتي هذا الكتاب ليواكب التطورات التكنولوجية والطباعية في مجال الإخراج الصحفي، حيث يقدم للدارسين في مجال الصحافة عمومًا والإخراج خصوصًا الخلفية العلمية والعملية اللازمة حول الإخراج الصحفي بمفهومه الحديث والأسس والمفردات الخاصة بهذا المفهوم للتعريف بها من جهة، وأيضًا لتزايد الحاجة لفهم هذه المصطلحات وكيفية التعامل معها في ظل تطور أشكال الاتصال المطبوع، وظهور أشكال عديدة من برامج النشر المكتبي والنشر الصحفي.,ويحاول الكتاب تعزيز استيعاب بعض التفاصيل والمفردات الإخراجية سيما الفنية منها، وفي إطار واقع عملي معاصر، من خلال توضيح مفهوم الإخراج الصحفي وأهميته ومبادئه والعوامل المؤثرة فيه.,ويبين الكتاب أهم وأشهر البرامج المستخدمة في توضيب وإخراج صفحات الجرائد والمجلات عن طريق الحاسب الآلي، وخاصة فيما يتعلق بمراحل الإخراج وطبيعته كعملية تحريرية من خلال الشكل، والعلاقة الجدلية بين الشكل والمضمون، وكل ما يتعلق بكيفية تنفيذ هذه المراحل والأدوات والأساليب الحديثة المرتبطة بعملية التنفيذ، من أسس علمية نظرية وعملية تطبيقية مواكبة للتطورات الحديثة على أرض الواقع.