إن الشريعة الإسلامية جاءت كاملة لتنظيم شؤون الحياة في كل جانب من جوانبها، فتؤمن سير حياة الأفراد والمجتمعات وتوفر لهم قواعد العيش الرغيد والحياة السعيدة والسمو الإنساني والتكامل الحياتي ومن ذلك أنها شرعت العقوبات الشرعية حفظاً للأمن وصيانة للحقوق وردعاً للمجرم وإعادة تأهيل له لجعله فرداً صالحاً وزجراً لمن يهم بالإجرام ممن لم يرتكبه بعد، ويترتب على ذلك حماية المجتمعات من الإجرام والجريمة. و تنقسم العقوبات في الشريعة الإسلامية إلى قسمين: حدود وتعازير، فالحدود ثابتة ومقدرة بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام،ولذلك لما كانت مقدرة ظهر أثر ذلك في أنها عقوبات ليس فيها زيادة ولا نقصان وهذا عام على جميع الناس في كل من اقترف هذه الجرائم، وهذا منتهى العدل، بل أصبحت لكونها مقدرة تمنع المذنب من العودة إلى الذنب، وتمنع غيره أن يسلك مسلكه وعموماً فالحدود ليست مثار بحثنا وإنما مثار بحثنا هي العقوبات غير المقدرة شرعاً )التعازير(.