
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
فوجئ المجتمع الإسلامي، بعد ثورات الربيع العربي، ببروز ظاهرة السلفية. وخيّل للبعض أنّها ظاهرة جديدة جاءتنا من الخارج وليس لها جذور في تاريخنا ومجتمعنا. والحق أنّ بلدان الربيع العربي كانت ترزح تحت وطأة الأنظمة الاستبداديّة التى لم تكن لتسمح بظهور كلّ ما يدور في عقول المسلمين وقلوبهم في شكل سلوكات وأقوال ومواقف. فكان الجمّ الغفير من الناس يُظهرون من الولاء للنظام واللاّمبالاة بالسياسة والدين ما يموّهون به على الحكّام، ليعيشوا بسلام في مأمن من القبضة الأمنية والرّقابة السياسية. أمّا النّفوس والضمائر والسرائر، فكانت تتوقّد نارا من الحماس والغضب والحركيّة ما الله به عليم. , ولذلك يعتبر الشيخ محمّد زحل، أحد مؤسّسي العمل الإسلامي بالمغرب أنّ " المنهج السلفي هو السائد في أكثر أطوار التاريخ الإسلامي، فإذا نصرته الدولة علا وسما وأقبل عليه الناس، وإذا تنكّرت له توارى واختفى واحتفظ به الناس في ضمائرهم، أوتداولوه بين أهليهم في بيوتهم." كما أنّ هذا المنهج السلفي يتعرض للصّعود والهبوط حسب مصادر التلقّي أو مناهج التلقين. ففي بعض فترات التاريخ يطغى عليه الفكر التّكفيري فيُهجر ويستهجن، وفي فترات أخرى يصطبغ بالتقليد والجمود فيقع إزدراؤه... ولا يمرّ كبير وقت حتّى ينبعث من جديد في العقول والقلوب والممارسة والسلوك. ولذلك لمّا توفّر هامش واسع من الحرّية، بعد ثورة 14 جانفي 2011، بادر كلّ مواطن بعرض بضاعته الفكريّة والسياسية والاجتماعيّة والدينيّة على الناس. فكان أن طفت على سطح الأحداث ظاهرة السلفيّة.