
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Loading... |
بعد ثمانية أعوام من المحاولة لإمبرام سلام شامل بين العرب والإسرائيليين، وصل شارون إلى سدة الحكم في إسرائيل لينسف هذا الحلم ويقتله طعناً بالسكين، كما فعل أثناء عمله في الوحدة (101)، ويدوسه بالدبابات والمجنزرات كما داس على الأسرى المصريين الذين أسرهم في حربه مع مصر عام 1956. ,بعد ثمانية أعوام من النفاق والتمثيل ظهرت صورة المجتمع الإسرائيلي على حقيقتها، واتضح أن غالبية الإسرائيليين، وإن كان منهم جماعة تسعى إلى السلام مع العرب فعلاً، تكره السلام، وتكره العرب، تكره التنازل عن أحلامها وأطماعها الصهيونية القديمة - الجديدة، وتجسدت صورة هذا المجتمع الإسرائيلي في وجه أرئيل شارون، الابن الصهيوني البارّ، الذي يتلذذ في قتل العرب والتنكيل بهم بكافة الأشكال. ,لقد تنفس العالم، والعرب بشكل خاص، وحتى شرائح واسعة من الإسرائيليين أنفسهم، الصعداء في عام 1983، عندما أخرج شارون من وزارة الدفاع مطروداً مهزوماً من حكومة بيغن الثانية، إذ أدانته لجنة "كاهان" لمسؤوليته المباثسرة عن ارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا في مخيمات اللاجئين ببيروت، لكن فرحة العرب بإقصاء شارون هذه لم تدم طويلاً، حيث عاد هذا الثور الهائج مرة أخرى إلى سدة الحكم في إسرائيل، ولكن بصورة أقوى، ومحمولا بالفعل على أكتاف الجمهور الإسرائيلي، كما وعد قبل 18 عاما بالضبط.