كّتَّاب كثيرون ينتمون إلى جنسيات ومذاهب متعددة تقصوا موضوعات تتعلق باليهود وبالقضية الفلسطينية، وإذا ما توقفنا عند الكتابات الغربية المتعلقة بتلك الموضوعات فسنرى أن هناك محاولات من لدن أولئك الكتاب من خلال تنسيق التعاون مع كتاب يهود وباحثي آثار مرتشين يتعلق بتبرئة اليهود من سفك مزعوم لدم سيدنا عيسى. ومعظم تلك المحاولات جاءت من كتَّاب ينتمون إلى العقيدة المسيحية، وكانت غايتهم من ورائها إيجاد نوع من التقريب بين ما جاء في العهد القديم [التوراة] وما ورد في العهد الجديد [الإنجيل] كي يتسنى لليهود استمالة مسيحيي العالم إلى جانبهم ليعينوهم على إقامة دولة لهم في فلسطين العربية، لذلك نجد أن معظم الكتابات الغربية تتسم بطابع يهودي ماسوني. ومن جانب آخر نجد هذه الدراسات تبتعد عن التعرض لبعض جماعات الضغط في العالم الإسلامي، ومن هؤلاء يهود الدونما في تركيا المعاصرة . هذه الأسباب مجتمعة، إضافة إلى أسباب أخرى قومية وسياسية دفعتني إلى إيلاء اهتمامي لهذا الموضوع الخطير فألفت كتابي "يهود الدونما دراسة في الأصول والعقائد والمواقف". ووجد الكتاب صدى واسعا في الوطن العربي فنفدت نسخه خلال أسابيع قليلة من الأسواق العربية مما حفزني إلى الكتابة لا في مجال الأصول والعقائد والمواقف وإنما عن دور اليهود في المجال السياسي في الفترة السياسية الأخيرة لدولة الخلافة العثمانية، وفي فترة النظام العلماني المعادي للإسلام الذي حل محل الدولة العثمانية.