إن قبيلة بني هلال من القبائل العربية المشهورة بسيرتها التي خلدها التاريخ وذلك لما أحدثته من تغيير أوضاع وتقويض لعروش حكام في المناطق العديده التي مروا بها خلال تغريبتهم إلى المغرب العربي التي استغرقت اكثر من ألف وستمائة سنة من عمر البشرية وكان لهم مآثر حضارية اثارها باقية حتى الان وتشهد على مجدهم العريق ببلاد المغرب العربي,والتي تدحض كثير من التهم التي الصقت بتلك القبيلة، ولذلك قمت بالقاء الضوء على جوانب الحياة السياسية والاجتماعية التي عاش في ظلالها بنو هلال في مصروبلاد نجد منذ الحكم العباسي، وتحت حكم الدولة العبيدية حتى تغريبتهم إلى بلاد المغرب تلك الفترة التي خلفت تلك النظرة السلبية الحاقدة على تلك القبيلة العريقة وتوارثتها الاجيال ورددوها كانها حقيقة من غير تقديم دليل قاطع على صحتها فتسببت في تلك المصادمات التي أوقعت القتلى في صعيد مصر، وما زالت نيرانها تشتعل من حين لاخر فهي كالبركان الخامد، الذي يثور ويشتعل، فجاءةمخلفا الخسائر والضحايا، وتكون نتائجه مؤلمة لكل الأطراف، فكما هو معروف عن الهلالي لا يترك ثأره فهو يعتبره عارا يطوقه، حتى يثأر من غريمة، ويشهد بذلك تاريخهم في الجاهلية والأسلام، وكانت أراء بعض المؤرخين الذين كتبوا عن تاريخ بني هلال، ومنهم ابن خلدون وراء تلك الصورة السوداء وأصبح رأيه قاعدة انطلاق للهجوم على أصالتهم وتاريخهم، فكتابته عكست نظرته الايديولوجية الطبقية للبدو، وأرضاء الحكام، والذين عمل مستشارا لهم كالحمادنين والزيريين والفاطميين والتي كانت تنظر لبني هلال موقف الحذر وكان لبعضهم مصادمات سابقة منذ خروجهم من نجد وحتى استقرارهم بالشمال الافريقي، وكذلك شارك معه بعض من البربر الذين جأوا مع العبيدين من بلاد المغرب واستقروا في مصر، وللوقوف على دوافع تلك النظرة الظالمة لبني هلال تلك القبيلة العريقة قررت أن ابحر عبر التاريخ واغوص في اعماق كتب المؤرخين لكي أضع صورة واقعية أو قريبة من الواقع قدر المستطاع، وفهم الظروف التي عاشت في ظلالها تلك القبيلة العريقة ولمعرفة أسباب تلك الهجمة على تاريخهم من بعض الذين كتبوا الاحداث التارخية لبني هلال والتي تفتقر التدقيق والتمحيص قبل أن يصدرو احكاما قد تكون خاطئة وظالمة لهذه القبائل العربية التي كان لها دور عظيم في نشر الإسلام وتعريب الشمال الافريقي ورسم نواحي الحياة الاجتماعية ببلاد المغرب. وفي خاتمة هذه الدراسة والتي حملت عنوان"بني هلال هم من عربوا"عرصت فيه تلك الاقاويل مع الاستشهاد بنصوص من التاريخ لعدد من المؤرخين الذين أرخوا لتلك الفترة والتي خلت من العصبيةوالشعوبية البربرية وكانت خير دفاع عن تاريخ بني هلال.