إن الانعزال في حجرة من البلاستيك _ كما يفعل رواد الفضاء,وقاية من الجراثيم، لا يمكن أن يساعد الروائيين وكتاب القصة العرب,بل كل الذين يتعاملون مع الكلمة على تطوير أدواتهم الفنية وتحقيق,وجودهم الذاتي والعام، خصوصا إذا كانت القضية تتعلق بذلك العدو,المسربل بالحديد من رأسه حتى أخمص قدميه. فلقد كتب الكثير,عن الخوذة الفولاذية للعدو وعرف الكثير عن الخوذة الفولاذية للعدو,وعرف الكثير أيضا أو بعض الكثير عن اقتصاده الحربي وعن مخطط,السياسة التوسعية التي ينهجها ويمارس تطبيقها بأعلى أشكال,القمع والتصفية. كما أن القراء العرب قد أصبحوا يلمون - ولو,إلماما يسيرا - بتلك الشرائح المقتطعة من هذا المجتمع أو ذاك والتي,تؤلف اليوم ما يعرف بالمجتمع الإسرائيلي؛ غير أن القليل قد كتب عن,التكوين النفسي والروحي والوجداني لذلك العدو الذي انتصر علينا,في ثلاث معارك على التوالي عام ١٩٦٧،١٩٥٦،١٩٤٨ والسؤال,الذي يطرح نفسه الآن:من الذي يساهم في تكوين عقلية ذلك العدو,الذي نواجهه، هل هم مهندسو الخطط التكتيكية الحربية أو البرامج,الإستراتيجية؟ والذين قادوا النصر في ثلاث معارك وبالتالي ساهموا,إلى حد بعيد في كساء ذلك الهيكل العظمي للمحارب الإسرائيلي,بلحم وشحم الانتصارات المتواصلة حتى أصبح بالنسبة إليهم ذلك,القانون الذي يشبه القدر... وكأنه أصبح قدر المحارب الإسرائيلي,أن ينتصر على الدوام الأمر الذي دفع إلى الأمام بمفاهيم ما يعرف في,التي تعني بالنسبة ...« الكراسة الزرقاء » دوائر الحرب الإسرائيلية بقانون,إلى المحارب الإسرائيلي أن لا متاريس بالنسبة إليه غير أمواج البحر,الأبيض المتوسط... وأن الهزيمة في معركة واحدة حتى ولو كانت,في المجال التكتيكي... ستسمره بالسناكي على أمواج البحر... ومن,أجل هذا فقدره أن ينتصر. وقدره أيض ً ا أن يدور في حلقة مفرغة من,الانتصارات حتى ولو لم تفرض هذه الانتصارات أن تضع دولة,المنطقة تأثيرها في جواز السفر الإسرائيلي.