نظرية الغلط في قانون العقوبات المقارن

ebook

By مجيد خضر السبعاوي

cover image of نظرية الغلط في قانون العقوبات المقارن

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today
Libby_app_icon.svg

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

app-store-button-en.svg play-store-badge-en.svg
LibbyDevices.png

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Loading...

إن توافر الإرادة وهي عنصر جوهري في القصد الجرمي يقتضي أن يكون الجاني(عالما) علما حقيقيا صحيحا بطبيعة الفعل الجرمي وبمقدار خطورته وبالنتيجة الجرمية وان تسلسلت وذهبت حلقاتها بعيدا عن توقع الجاني، وأن يكون عالما بمدى قيام السببية بين ذاك الفعل وتلك النتيجة، بحيث يكون عالما بكافة الأمور والأحداث والوقائع التي تصاحب الفعل وتحيط به حتى يكون سببا في النتيجة الجرمية. ويبدو من خلال ذلك أن (العلم الحقيقي) يحظى بأهمية جوهرية في صوغ القصد، وان سلمنا بأن العلم باعتباره عملية نفسية لا يمثل جوهر القصد، ذلك لأنه لإارادة بغير علم، فارادة النتيجة ماهي الا نشاط واع يوجهها الجاني نحو النتيجة الجرمية بناء واعتمادا على علمه بها وبمدى سيطرته عليها وتوقعه تحققها، بالنظر لما تمثل في ذهنه عنها وعن مدى قيام السببية بينها وبين فعله المفضي اليها، ومتى حصلت النتيجة الجرمية دون أن يتوقعها الجاني كأثر لازم أو ممكن الوقوع عن فعله، فان ذلك يعني بأن ارادته لم تتجه إلى تحقيقها بصورة حقيقية. وهكذا فان علم الجاني بكافة العناصر الموضوعية الأساسية والإضافية لتكوين الجريمة والعلم بكافة ظروفها هي مرحلة أولية وشرط لازم لتكوين الإرادة المتجهة لتكوين النتيجة الجرمية، فالعلم الحقيقي والصحيح هو الذي يعطي إرادة الفعل صفتها الجرمية، بحيث يصاغ القصد من اجتماعهما، لابل أن المشرع قد يقيم المسؤولية الجنائية على مجرد افتراض العلم أو امكانيته في حالة المسؤولية غير العمدية عن الخطأ.

نظرية الغلط في قانون العقوبات المقارن