
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
شيئان في تاريخ أميركا لا مثيل لهما في تاريخ أمة من الأمم، الأول هو إبادة الهنود الحمر (السكان الأصليين للقارة)، والثاني هو استعباد الزنوج.,لقد انتهى أثر الهنود- تقريبا- ولم يبقَ منهم غير جماعات هامشية توجد أساسا في جنوب القارة، باختصار فإنهم تعرضوا للإبادة الجماعية، ولم يكن الحال كذلك مع الزنوج، فتاريخيًا هم أحدث ظهورًا على مسرح الأحداث- في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر- وغرباء عن القارة جُلبوا إليها من إفريقيا في رحلات كبرى لاصطيادهم من مواطنهم، وحشرهم- في ظروف أقل من الحيوانية- داخل السفن التي تعود بهم إلى موانئ الجنوب الأميركي، حيث يباعون في مزادات علنية، لقد قامت في أميركا تجارة كاملة للزنوج، لها مؤسساتها ورجالها ونُظمها، وغَذَّتْهَا فلسفةٌ عنصريةٌ تتشدق بالدور الحضاري والمتميز للرجل الأبيض.,لقد وجدت مأساة الزنوج شكلها الأكبر في ولايات الجنوب، في كل الولايات تقريبا شمالا وجنوبا كان هناك إحساس بالتميز عند الرجل الأبيض، لكن في الجنوب فإن المأساة كانت حقيقية وكاملة، حيث تجارة العبيد واستغلالهم في المزارع الواسعة، ومنذ وقت قريب شغلت العالم كله رواية جذور للكاتب الأميركي- الزنجي- أليكس هيلي، خاصةً حين تحولت إلى مسلسل تليفزيوني أخّاذ، لقد أعادت الرواية والمسلسل إلى الأذهان صورة المكابدات العظمى للزنوج تحت وطأة نظام لم تعرف الإنسانية مثل بشاعته، ألا وهو العبودية في العصر الحديث»!,لقد كان للحرب الأهلية الأميركية- في ستينيات القرن الماضي- الدور الحاسم في الإنهاء رسميًا على تجارة العبيد، وفي تحريرهم، ولكن ظلت في الوجدان الأميركي كراهية للملونَين، وظل الزنوج- لوقت طويل، وحتى الآن- يجدون ألوانًا مختلفة الدرجات من التفرقة والتمييز.,