ذكرياتي تلك التي أدون بعض فصولها تاليا، هي مدونة "متواضعة" لسنوات طويلة شكّلت فيما بينها عناوين لمراحل احتوت الاجتماعي في شقيه الخاص والإنساني، ليأتي ذكر بعض الأحداث السياسية في معرض التداعي الحر الذي لم أقصد إقحامه، بقدر ما كانت الكتابة عنه تجيء ضمن ضرورة اقتضاها سرد الحدث الذي كان الشخصي والاجتماعي جزءا منه.,هي محاولة أقرب إلى التوثيق الشخصي منه إلى ما قد يقصد منه التوثيق السياسي، سيما وأن تفاصيل قضيتنا الفلسطينية استهلكت المدونات السياسية والأدبية، وقبلاً بقيت كما باخرة سنديانية تمخر عباب المتوسط والأحمر لتشهد أنَّ ها هنا كانت ولا زالت فلسطين، مع الإشارة إلى أنّ ما تعرفه وتحفظه الأجيال الشابة في وقتنا الراهن عن "فلسطين" هو نتاج لجهد أنجزه آباؤنا وأجدادنا فيما يعرف بـ "التاريخ الشعبي"، والذي اقتنصت بعضه في معرض تناولي لبعض التفاصيل التي جاء ذكرها في ذكرياتي المدونة تلك.,الأجمل، ولعله الأهم، أنّني وبتشجيع من بعض الأصدقاء كتبت ما ستجدونه عبر صفحات هذا الكتاب، بروح "الفلسطينية" التي عايشت معظم سنوات حياتها وتكوين شخصيتها في دول العالم المتقدم، العالم الحر الذي لم يغيّر في سماتها، ولم يدع مجالاً للشك باتجاه "الجين" الفلسطيني الذي يبقى أصيلاً على الرغم من فرص التمازج والاندماج التي تمارس عليه جراء وجوده بالغرب.,وقد يكون أقلّها، أنني حاولت أن أترجم بعضاً من أناي التي حملت بداخلها "بيت إكسا" لأكثر من ثلاثين عاما، وما استطاعت المدن الأوروبية والعواصم الغربية التي عشت بها وزرتها أنْ تحل محلها!!