ضجّت شوارعُ دمشقَ بهتافات الحرّية، ونداءات انطلقت بحرقة، تستصرخُ الأبطال الموتى كي يعودوا من جديد... تردد اسم صلاح الدين كثيراً في الآفاق، وارتفعت الأعلام الفلسطينية في كل مكان، ورأيتُ في العيون بريق شوقٍ للمجدِ قديم، كاد سناه يطغى على عدسات الإعلام التي واكبت الحدث، لتعلن تضامن الشّعب بكلِّ فئاتهِ مع إخوانهم في فلسطين. تركتهم يتابعون مسيرتهم باتجاه السّفارة الأمريكية، ليحتجوا على التواطؤ المعلن، والصمت والتجاهل لكل ما يجري، وأكملتُ مشواري المعتاد، اخترقتُ الحشود الغاضبة التي ملأت الشّوارع، وبأعجوبة وصلتُ إلى المدرسة. التقطتُ أنفاسي عند بوّابتها، ولمحتُ من بعيد مجموعة من المراهقين توقفوا عند مسافة قريبة، لينالوا نظرة أو ابتسامة من فتاة عابرة، ومن يدري فقد تقودُ النظرة إلى موعد فلقاء، فيحققوا بذلك أهم ما يرجون في هذه الحياة، قصّة حب تجعل الآخرين يشيدون بمغامراتهم، ويمتدحون جرأتهم.