تعد مهمة تربية وإعداد جيل متوازن نفسياً، وناجح علمياً، ونافع لنفسه ولمجتمعه تحدياً كبيراً يواجه كل أسرة ومؤسسة تعليمية في عالمنا العربي، وبخاصة في ظل وجود عدة مؤثرات خارجية لا يمكن التحكم فيها، بالرغم من أنها تؤثر بصورة أو بأخرى علي شخصية الطفل. ,وإحدى أهم الجوانب التي يجب أن تسعى كل مؤسسة تربوية زرعها في طفلها هي تربيته علي أن يكون صاحب شخصية قيادية في مجتمعه.,واهتمت التربية الحديثة بالطفل لدرجة أنها لم تعد المادة العلمية وإيصال المعلومات هي الهدف الرئيسي من العملية التعليمية، بل صار الهدف الأساسي هو الطفل ذاته بما له من حاجات وميول. وأي عملية تعليمية تهمل حاجات الطفل وميوله لا يمكن أن تحقق أهدافها.ويجب أن نعرف أن الطفل يظهر لديه الميل الاجتماعي بصورة واضحة؛ فهو يتأثر بالبيئة والمجتمع الذي يعيش فيه، وبذلك يكتسب سلوكه وتصرفاته من محاكاته للكبار، والمؤسسة التعليمية المتميزة هي التي تضع محور اهتمامها الطفل من خلال تدريبه على: آداب السلوك، ومعاملة الآخرين باحترام، والاهتمام بمؤسسات المجتمع، وإتباع الأنظمة والتعليمات، وتوظيف ارتباطه ببيئته ومجتمعه، وكذلك تدريبه على اتخاذ القرارات المناسبة.ويعد اتخاذ القرار لدى الطفل من المهارات المهمة التي يجب أن يكتسبها في مؤسساتنا التربوية؛ كي يعد الطفل متسلحاً بمهارات التعامل مع التحديات المعاصرة التي تتطلب اتخاذ القرارات المناسبة. فالعمل علي إعداد جيل قائد يثق بنفسه، يتحدي العقبات متخذ القرار المناسب هدف ضروري في تربيه النشأ القادم. كي يتكسبوا القدرة علي امتلاك المؤهلات الضرورية للحفاظ علي مكانتهم الحضارية والابتعاد عن التبعية للثقافات الأخرى