عنب أخضر

ebook

By محمد كشيك

cover image of عنب أخضر

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

كان العصفور صغيرا مهرولا يصوصو بصوته الخفيض الضعيف، وهويحاول الخروج من وسط أغصان أشجار الجوافة. لكنه لم يتمكن من الطيران. أخذ سعيد يســــتمتع بمنظر العصفور، ثم أغمض عينيـه وراح يستمع الي أغاني الصيادين وهم يرفعون من صوتهم ليدوي في الجزيرة: ,هيلا هيلا، هيلا،،، هيلا ,خفف لنا الشــــيله ,وزيح علينا الكرب ,قادر كريم، يارب ,خارجين في نجوي وحب ,تفتح لنا الشيله ,هيلاهيلا،، هيلاهيــلا...,وبعد أن إنتشرت العصافير بصوصواتها المدوية في الفضاء المترامي، فتـح سعيد عينيه وقام بسرعة بعد أن تبين له مدي تأخره. كان يعرف أن اليوم هو موعد شم النسيــم، وأنه سوف يذهب مع الأطفال كعادته الي طناش، حيـــث ينعمون باللعب وطلوع شجرة التوت والصيد في النهر. أســرع سعيد وقد شعر بأن أولاد الخال قد بكروا فذهبوا الي طناش بدون إيقاظه. لعــــن في سرة النوم الذي يكاد أن يضيع منه فسحة كبيرة. إرتدي ثيابة بســــــــرعة وخرج الي المزرعة التي وجدها خاليه من البهجة والأولاد.....,قرر سعيد وبسرعة، بعدما رأي الوسعاية خالية من الأولاد، أن يذهب بمفرده. لم يشعر بأنه مازال صغيرا، كما لم يخــف ممــا قد يتعرض له في الطريق من هجوم الطير والحيوان. كان يعرف الطريـــق علي الكورنيش، وكيف سيظل يمضي جنوبا حتي يصل الي هناك., عمل ســعيد كافة الإستعدادات اللازمة، ولما كان بيتهم يبتعد عن المزرعة، فلم يحــــاول الذهاب إلي هناك ليخبرهم، وقرر المضي بمفردة الي هناك....,كل ماسيفعله أنه سوف يمضي علي طريق الكورنيش. وسوف يستمر في المشي، تهديه الأشجار ورائحة الياسمين حتي غايتـــه. ,إســـتمر سعيد في الســـير علي الطريق، يحوطة البحر والنخيل والظـــلال التي لاتدع أحدا وشـــأنه. مشي في أول الطريق. كان يستنشق عبير رائحة النهار تأتيه قوية تتدفق , ورائحة الرطــوبة التي تملأ كل الأركان. ,إجتهد في السير. بدأت قدماه تؤلمانه، ونتيجــة للشـــمس كـــان يتنقل من طرف لآخر، حتي يهرب من الثعابين، التي بدأت تتلوي في أماكنها بسبب الحرارة. كانت تحرك رأسها المدقوق علي جانبي الطــريق،وكـــان خائفا. ظهر أثر هذا الخوف من طريقته الصبيانية في المشي. كان يأخــــــذ طريقا متعرجـــا، مرة في وسط الطريق،حيث كانت السيارات قليلــة،وحركة المرور تسمح لأي شخص أن يسير بحرية، بغيرأن يخاف من الســــــــيارات.,إستمر سعيد في المشي. كانت المسافة لاتبعد أكثر من ثلاثة كيلوا متـرات، لكنه شعر أن المسافة صارت أكبر وأشد طولا.....,لم تخفه الثعابين، التي كانت تفح علي جوانب الطريق، لكنه كان يبتعد كلمــا رأي أحداها وهي تلتف حلول نفسها في كرة صغيرة،بينما يصعد رأسها المفلطح والمدقوق في الوسط، ويخرج لسانها من هول القيظ الكامد وتفــح في الهواء., لم يكن يعرف لماذا كلماإقترب من غايته، يسـمع صوت العصافير، ثم تتهادي عناقيد العنب من التكعيبة لتنزل نحوه لكي يأكلها. كان يغز السير في الطريق تدفعه رغبة قوية أن يصل الي المزرعة في أسرع وقت حتي يريح قدميه من قســوة الحرارة وقيظ الطريق. لم يكن هناك شــــئ في الدنيا يمكن أن يمنعه عن السير في الطريق حتي نهايته. بعد مســافة طويلة أنهكه التعب تمــاما. وصل الي نهاية الطريق. لم يعد هناك من ثعابين. إطمأن قلبه، وهدأت خواطرة تماما. ,

عنب أخضر