يهدف هذا البحث إلى كتابة تاريخ العلاقات البريطانية مع الشطر الإفريقي من الدولة العمانية، في مرحلة تلاحقت فيها الأحداث، بدءاً من عام 1806 حتى عام 1862. وربما نجد هذه الأعوام من تاريخ عمان، ولا سيما في شرق إفريقيا، مقارنة بما عاصرها من صراع دولي شمل أوربا وأجزاء من أسيا وأفريقيا أقل إثارة، إلا إنها تكتسب أهمية كبرى، لأنها تفصح عن جانب بارز في التاريخ العربي الحديث، إذ تقرر المستقبل السياسي للممتلكات العربية العمانية في شرق إفريقيا في الأعوام المذكورة.,تركز هذا البحث على تتبع السياسة البريطانية في المنطقة، ولكنها لم تضرب صفحا عن الصلات العربية الوثيقة بهذا الجزء من البلاد، والمحاولات التي بذلتها الدول الأجنبية لتكسب مناطق نفوذ في تلك الجهات.,يمكننا أن نعد عام 1806 نقطة تحول وعلامة فارقة في تاريخ عمان الحديث، حيث شهد اعتلاء السيد سعيد بن سلطان - الذي يعد أقوى حاكم عربي في تلك الحقبة - العرش في عُمان، وشهد عهده نهضة واسعة، إستعادت عمان تأثيرها الإقليمي والدولي، وإنجذبت فيه إلى ميدان السياسة الأوربية عنصرا مؤثرا في العلاقات الدولية. وطبقا لذلك فإن الغاية الأولى لهذه الدراسة، تحليل المواقف السياسية البريطانية ومتابعتها تجاه الممتلكات العربية في شرق أفريقيا وتطور مصالحها هناك التي أدت في النهاية الى فصلها نهائيا عن عُمان وربطها بعجلة النفوذ البريطاني المطلق.