وهذا الكتاب هو مجموعة مقالات كتبت في فترات مختلفة، كان الغرض منها الإسهام في دراسة هذه المرحلة من تاريخ مصر والشام، آملين أن نقدم إضافة مفيدة. ويتألف الكتاب من ثلاثة محاور، يتطرق المحور الأول منه لنواحي جغرافية وأخرى سياسية وعسكرية عرفتها السلطنة خلال هذه الحقبة الطويلة، فقد شكلت مصر من البداية قاعدة ومركز الحكم المملوكي،بل وقلب العالم الإسلامي آنذاك، فكانت جاذبة لرحالين من مختلف الأصقاع، وقد ترك لنا الرحالون المغاربة الذين ينتمون لفضاء حضاري مشترك مع السلطنة، صورة عن هذا البلد وأهله، تمكننا من تفحص النظرة القائلة بأن أرض الإسلام واحدة ولا تمايز بينها، وبالتالي التساؤل عن مدى صحة القول بأن لمصر والمصريين شخصية مميزة صنعتها الجغرافيا، والإرث الحضاري العريق والمتنوع، وأن هنالك تنوعا للمجال العربي الإسلامي رغم وحدته الحضارية.