حوادث حمص اليومية (من سنة 1100/1688 إلى سنة 1135/1722)

ebook

By محمد مكي الخانقاه

cover image of حوادث حمص اليومية (من سنة 1100/1688 إلى سنة 1135/1722)

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

في عصر حوادث الكتاب، تراجعت مدينة حمص، ونقص عدد سكّانها، وبارت معظم أراضيها الزراعية، وتعطّلت تجارتها، وذلك بسبب انعدام الأمن، وفتن البدو، إضافة لجور الحكّام، ومصادراتهم، وضرائبهم، التي لا تنتهي. فتقوقعت المدينة خلف أسوارها القديمة، وحتى ضمنها، لم يكن يجرؤ أحد على مغادرة بيته، بعد غياب الشمس. كما كانت قبائل التركمان المتجوّلة حول حمص مشكلة كبرى للسكّان، كذلك للدولة العثمانية التي عجزت عن مواجهة تحدّياتهم لها. فتكرّر غزوهم لحمص، واستاقوا مواشيها، وخطفوا الناس، ونهبوهم، مع أخذهم الخوّة، ونزولهم في الدّور غصباً، حتى وطّنَتْهم الدولة، ووزّعت عليهم الأراضي، في ريف حمص. مع كلّ تلك الصورة المأسوية والحالة المرعبة لحمص، فقد بيّنت لنا الحوادث بقايا جمر يومض تحت ذلك الرماد؛ حيث ظهرت حيوية المجتمع الحمصي، من الحركة النشطة للوفود والأشخاص، نحو عاصمة الدولة. كما بدت ظواهر من الوعي السياسي، تكاد تكون خارجة عن مفهوم ذلك الزمن، كحالة طرد أهل حمص للمتسلّم، والمفتي، وأعوانهما، وإغلاق أبواب المدينة بوجههم، والعصيان المدني فيها. وتبرز أهمّيّة خاصّة لحوادث حمص، من خلال المعلومات التي أتاحتْها لنا عن أصول العائلات الحمصية، وتسمياتها؛ حيث يبدو أنه - في ذلك الزمن - تبلور الأساس الحقيقي لكثير من الأُسر الحالية. كما عرّفتْنا الحوادث على الشكل الأوّلي الذي انطلق منه - فيما بعد - التنظيم الشعبي الرائع لاحتفالات الربيع في حمص، والتي ستُعرَف - لاحقاً - بـالخمسانات.

حوادث حمص اليومية (من سنة 1100/1688 إلى سنة 1135/1722)