تاريخنا الإسلامي هو كنز معرفي وحضاري يزخر بالأحداث والقصص والعبر والدروس، وفيه من كل أطياف الحضارات السالفة فتجتمع فيه كافة العناصر التي تجعله معياراً يقاس به تاريخ الأمم الأخرى.,ولعل ما يدور اليوم من تراجع الدور الإسلامي بل وانهيار منظومة الدولة الإسلامية؛ يرجع إلى الإستغناء عن الدروس والعبر من تاريخ من سبقونا، وعدم الإكتراث لما حل على هذه الأمة العظيمة من منازل ومسرات.,وأبرز ما يدور في ذهن العديد عند ذكر التاريخ الإسلامي ألا وهو حضارة الأندلس، فلم نجد كتاباً تاريخياً ولا أدبياً ولا جغرافياً إلا وكان للأندلس وقرطبة به نصيب، فهي تاج الحضارة الإسلامية في ذلك الوقت لما فيها من جوانب إجتماعية ودينية وثقافية وأدبية.,حضارة الأندلس هي قصة جميلة وليست تاريخاً يسرد بل هي حكاية تحكى قبل النوم للأطفال لأنها أقرب للخيال فلا نجد في التاريخ البشري لحضارة " فاضلة" كحضارة الأندلس. ,كتابي هذا جاء ليسرد ما جاءت به الأندلس من حكايات وقدمتها بشكل شيق ومبسط ليتسنى لك عزيزي القارئ الغوص في تلك الحضارة المهيبة بكل سهولة ويسر.