لقد أوجدت النظم التربوية في المجتمعات المتقدمة نُظُمًا فرعية داخل النظام التربوي تُعْنَى بالمتابعة والرقابة والتحقق من سير الممارسات نحو تحقيق الأهداف المنشودة مجتمعيًّا؛ وهي ما تسمى بنُظُم المساءلة التربوية.,إن أهداف أنظمة المساءلة التربوية تسعى في مجملها إلى تقييم الفعالية الكلية للمدرسة، من حيث: خطط الإصلاح والمساعدات التي تقدمها، والتأكيد على تمكن المعلمين من الأساسيات التي تساعد الطلبة على تحقيق الإنجازات المطلوبة منهم، وإلى ضمان أن الطلبة يحصلون على فرص عادلة للتعلم، وإعلام أولياء أمور الطلبة والمعلمين عن تقدم الطلبة، ومراقبة عمليات التعلم، وجعل كل من الطلبة والمعلمين والإداريين والتربويين كافة مساءلين عن مخرجات التعليم.,وحتى تتحقق المساءلة التربوية ضمن أقصى طاقاتها وإمكاناتها، لا بد من أن تصبح المساءلة مكونًا وجزءًا رئيسيًّا في النظم التربوية، وجعلها عنصرًا منتشرًا في كل الوحدات التي يشملها النظام التربوي، بحيث تمارس كل وحدة بُعْدَ المساءلة فيها؛ لكي تكون الحصيلة النهائية مساءلة ممثلة للنظام بأكمله.,ولقد تناول هذا الكتاب موضوع المساءلة التربوية؛ من حيث: مكوناتها والفئات التي يجب أن تخضع للمساءلة في إطار النظام التربوي الشامل، وتوضيح الخطوات العلمية لبناء وتصميم نظم المساءلة وفق النماذج المتقدمة، والدراسات العلمية التي تناولت ذلك.