فإنه لا يسعنا في البداية إلا أن نقف بإجلال وإكبار أمام عظمة أولئك الأبطال، الذين صنعوا التاريخ ودوَّنوا أسماءهم في صفحاته بأحرف من ذهب، وأن نثمن ما قاموا به من تضحيات جسام بالأنفس والأموال في سبيل الله، لكي تعيش أمتهم حياة العزة والكرامة، إنهم نذروا أنفسهم من أجل أهداف عليا سمت بها أرواحهم في سماء المجد، فكانت نفوسهم قرابين في سبيلها، وإن التاريخ لتتزاحم فيه الأحداث التي سجلها هؤلاء الأبطال المجاهدون والعلماء المبدعون، الذين كانوا درراً نفيسة زينت عقده وقناديل أضاءت نهاره وليله، إنهم قناديل لا ينطفئ نورها وشموس لا يخبو ضوؤها وشعاعها.