العرب أمة التاريخ، فلا تجد أمة في الحضارة الإنسانية لها من الحقب والفترات والأحداث مثل الأمة العربية، فهي مهد الحضارات والأنبياء وكانت وما زالت محط أنظار العالم أجمع لما يجمع عليه أفرادها من روابط وأواصر وقضايا مصيرية مختلفة.,ولم تجد أمة العرب شرفاً ولا عزاً إلا عندما بعث الرسول الكريم محمد ابن عبدالله ابن هاشم صل الله عليه وسلم فيها فجاء كالغيث يحيي بأمر من الله عز وجل تلك القبائل المتناحرة والأمة الضالة الجاهلة ويكون منقذاً للبشرية جمعاء خاتماً للرسل السماوية.,فكان الإسلام نقطة جوهرية في حياة العرب، نقطة حولتهم من قبائل متناحرة ومتقاتلة تغزو أحدها الآخر من أجل جمال امرأة أو بيت شعر يهجي فيه أحد آخر؛ إلى دولة إسلامية حكمت ثلث العالم من الصين إلى إسبانيا (الأندلس).,فلأهمية تلك النقطة الفاصلة جاءت الفكرة من كتابي هذا، فقد تعددت الكتب التي تذكر حياة المسلمين وتاريخهم بعد البعثة وبعد وفاة الرسول صل الله عليه وسلم، بالإضافة إلى كتب تاريخ الخلفاء الراشدين والدول التي حكمت المسلمين كالدولة الأموية والعباسية وآخرها العثمانية. ولكن قل من ذكر عن تاريخ العرب قبل الإسلام وقبل بعثة رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم.,فقد حرصنا في كتابنا هذا أن نوفر لك عزيزي القارئ المعلومات الوافرة المختصرة لحقبة ما قبل الإسلام وعصر الجاهلية وما قبله من سرد لتاريخ الأمم التي سكنت منطقتنا العربية.