
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
لا تزال الأحداث التهويدية تتواصل، مع إطلالة كل يوم، يزداد عنفوانها، فإنني والحالة هذه، كان من الصعب عليّ أن أتخلى عن الحديث عن القدس قولاً وتأليفاً، وخاصة والعمر دنت شمسه وتدلت للمغيب، فهي مدينتي بصك الإسلام، ولو لم أدرج على أرضها، ولم ألعب مع الصبية في حاراتها، ولم تكن لي ذكرى في أزقتها، ولكن كلما قرأت بالتنزيل قول الرب الجليل :( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ (، رقت العبرة وجاشت العاطفة، فاهرع عندها إلى كتب التاريخ لأجد في بطونها وصفحاتها المطوية، أن صاحب الإسراء ومطيته يومها البراق صلى الله عليه وسلم شرفها برحلة، وإنها كانت للمسلمين قبلة، والفاروق سطر لها العهدة، ورايات الإسلام رفت على روابيها وسفوح جبالها وفي قيعان وديان أراضيها، وخيم الظلام على جنباتها يوم خف وهج العقيدة من صدور أهلها، فأجتاحها الإفرنج، حتى حررها صانع حطين الملحمة، وفي ليلة أخرى غاب فيها وعي الأمة، ورحل فيها الضمير العالمي في إجازة مفتوحة، حطت رحال الغرباء مرة أخرى فيها، وكانت نكبتها بالصليبيين أشد مئة مرة من نكبتها باليهود، فهل من شاك في عودتها ولو طال الغياب؟!!